اطلب الخدمة
إن التعامل مع الدراسات السابقة أمر غاية في الأهمية لأنه يوضح ويبدي مدى ثقافة الباحث وسعيه لتطوير العلم والاستفادة من جهود السابقين، لذلك حريٌ بالباحث أن يدرك فنون التعامل مع الدراسات السابقة، وتصنف هذه الفنون على توجهين هما:
أولاً: التوجه الأول:
يرى أتباع هذا التوجه أن يتم التعامل مع الدراسات السابقة بعد الانتهاء من تفصيلها وتحليلها وتلخيص أهم البنود التي تناقشها الدراسات السابقة، ومن ثم عرض موجز يختصر فيه الباحث التحليل والنقد للدراسات السابقة ويستعرض فيه الموقع الذي تحتله الدراسة الخاصة به.
ثانياً: التوجه الثاني:
يرى أفراد هذا التوجه أن الدراسات السابقة تحتل مراكز مختلفة من الدراسة البحثية للباحث فمنها ما يمكن أن تتضمنه المقدمة، وأخرى في الإطار النظري وفي بيان المفاهيم والمصطلحات ومنها في التركيز على جزئية الدراسات السابقة، ومنها ما يساعد الباحث في تحليل مخرجات دراسته وتحليلها.ويتوجب على الباحث الذي يحاول جاهداً لإبراز بحثه ومنحه قيمة علمية أن يستفيد من التوجهين كلٌ بما يتناسب مع الجزئية التي يقوم بإعدادها الباحث، فيوظف الدراسات السابقة بناءً على تركيبة سليمة وصحيحة.
- تعامل الباحث مع الدراسات السابقة ببيان أوجه الاتفاق والاختلاف بين دراسته والدراسات السابقة، والاهتمام بالكم الذي يستعرضه من الدراسات السابقة، وماهية المناهج التصميمية المتبعة فيها والموضوع الذي تبحث فيه هذه الدراسات.
- عدم إدراك الباحث لكيفية التعامل مع الدراسات السابقة في مواضع مختلفة داخل دراسته، فيحصره في دائرة التفكير بأن يقلل من شأن الدراسات السابقة لكي لا تغطي على القيمة العلمية لدراسته، فالتعامل مع الدراسات السابقة عند كتابة متن الدراسة ومحتواها يختلف كلياً عن الآلية المتبعة لاستخدام الدراسات السابقة في الفصل الخاص بها في الدراسة.
- الإجحاف بحق الجهد الذي بذله السابقون في الوصول إلى دراساتهم السابقة وهذا الأمر الذي ينشأ عن إدراك الباحث وشعوره بالجهد العظيم الذي تكنه الدراسة السابقة داخلها ويخرج الباحث بهذا الفكر من خلال اطلاعه السريع على محتويات الدراسة السابقة، فالدراسات السابقة بهيئتها الكاملة تتكون من عدد صفحات يفوق المئة، ومن يتمعن كافة الدراسة السابقة بجميع تفاصيلها يقدر الجهد المبذول عليها ولا يمكنه الحكم عليها والتقليل من قدرها.
- ينصب ويرتكز اهتمام الباحث عند استعراض الدراسات السابقة إلى محتوى الدراسة السابقة وكيفية مناقشتها جانب من جوانب الدراسة التي يقوم بإعدادها الباحث، والآلية والأسلوب الذي اتبعهما الباحثون السابقون في دراساتهم، ومدى التوافق والتباين بين الدراسات السابقة، وهل يوجد صفة واضحة ومركزة اتبعها الباحثون في دراساتهم، وهل قامت الدراسات السابقة بإيجاد الحل المناسب للمشكلة البحثية بحيث أنه لا يعطي مجالاً لبذل جهد على دراسة تناقش ذات الموضوع، وماهية المناهج التصميمة التي اتبعت في الدراسات السابقة، وماهية النتائج التي تم التوصل إليها.
إن الدراسات السابقة ووضعها داخل الدراسة الخاصة بالباحث يجب أن يكون أمراً ذو فوائد عظيمة لا أن يكون فقط مجرد روتين بحثي لا فائدة منه تذكر، لذلك وضع المختصون مجموعة من الاستفسارات التي يقوم الباحث بطرحها والإجابة عنها من خلال استعراضه للدراسات السابقة، وهذه الاستفسارات هي:
- تحديد الدراسات السابقة التي تحتل الصدارة في علاقتها بموضوع الدراسة: عند قيام الباحث بجمع الدراسات السابقة لاستعراضها وبيان علاقتها بموضوع دراسته يتعامل معها بشكل هرمي مقلوب بحيث أنه يتناول الدراسات التي خصصت لموضوع الدراسة الحالية عمل بذاته، ثم الدراسات السابقة التي تعاملت مع موضوع الدراسة الحالية كفصل في محتواها، ثم تضيق الدائرة النسبية للتطرق للدراسات السابقة التي تعاملت مع الموضوع على أنه مبحث أو كمطلب مهم للدراسة، ثم ينتقل الباحث بدوره للدراسات التي ذكرت الموضوع على الهامش في زوايا متنوعة داخلها ليس بقدر أهميته بالنسبة لما سبق، فيستخدمها الباحث في متن الدراسة الخاصة به وتعد نقطة انطلاق له للبحث عن الحدود التي توقف عندها الباحثون السابقون.
- ماهية الآلية والأسلوب المستخدمان عند الباحثين السابقين لبيان الأجزاء الرئيسية التي يحتويها موضوع الدراسة.
- كيف توصل الباحث إلى دراسته من خلال الدراسات السابقة، وهنا يتوجب على الباحث أن يبين ما مدى علاقة المرحلة الابتدائية لدراسته بالدراسات السابقة وكيفية اثباته أنها شعاع امتداد من الدراسات السابقة.
- ما الذي يثبت أن الدراسة الحالية ذات أهمية بالنسبة للدراسات السابقة، وهذا الأمر يتضح من مدى إدراك الباحث للدراسات السابقة وكيفية تناولها لموضوع الدراسة الحالية والمنظور الذي تم تناولها من خلاله، وما هي بنود القصور في الدراسات السابقة، وماهية الإضافة العلمية القيمة التي يضيفها الباحث بموضوع دراسته على ما توصلت له الدراسات السابقة.
- موقع الدراسة المعرفي بالنسبة لما توصل له الباحثون في الدراسات السابقة، ويترتب على هذا الأمر توضيح الترتيب التراكمي للدراسة الحالية وما صلة امتدادها مع الدراسات السابقة وكيفية بيان أنها عبارة عن بوابة امتداد فكرية لدى باحثين لاحقين.
- توضيح الباحث لأهم الموضوعات التي استعان بها من الدراسات السابقة في استخدام المنهج البحثي الذي اتبعه وماهية المناهج التصميمية الأخرى المستخدمة ونقاط القوة والضعف لاستخدامها.
- كيف استفاد الباحث من أدوات البحث المستخدمة في الدراسات السابقة وماهي نقاط القصور التي يعترض الباحث عليها في الأدوات المستخدمة للدراسات السابقة، وكيف وظفها للوصول إلى فائدة أعم وأشمل في دراسته؟
- ماهية المراجع التي وجه تركيز الباحث ونظره لها من خلال الدراسات السابقة؟
- كيف تبين للباحث أن المادة العلمية سلسة وسهلة الوصول أم أنها معقدة ومن الصعب تحصيلها، أو أنها محدودة، وذلك بالتشبيك مع الدراسات السابقة ودورها في هذه المرحلة؟
- ما الخدمة التي ساعدت بها الدراسات السابقة الباحث للخروج بالشكل الحالي للإطار النظري؟
- ما مستوى الثقافة العلمية التي ساعدت الباحث في تحليل نتائجه الذي قدمته له الدراسات السابقة؟
- بيان دور الدراسات السابقة في تحذير الباحث من التحديات التي قد تواجهه والعقبات التي تعترضه أثناء إعداد دراسته.
لطلب المساعدة في إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو ارسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.
مع تحيات: المنارة للاستشارات لمساعدة الباحثين وطلبة الدراسات العليا - أنموذج البحث العلمي